سوريا، 3 شباط/ فبراير. قتل أربعة جنود أتراك على الأقل، وأصيب تسعة آخرون بقصف مواقعهم في محافظة إدلب السورية، وتواصل تركيا إرسال تعزيزات لمساعدة الإرهابيين من الجماعات الجهادية الراديكالية.
تركيا تعلن عن مقتل أربعة من قواتها العسكرية في إدلب
قتل أربعة جنود أتراك على الأقل، وأصيب تسعة آخرون بقصف مواقعهم في محافظة إدلب السورية، وفق ما نقلت قناة "NTV" نقلا عن بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية.
وأعلنت أنقرة أن القوات التركية تعرضت لإطلاق نار في منطقة سراقب في شمال غرب سوريا.
وقالت الوزارة في بيان "أربعة من جنودنا لقوا حتفهم نتيجة نيران المدفعية العنيفة".
وتجدر الإشارة إلى أن حالة عسكري واحد تعتبر حرجة.
ونوهت وزارة الدفاع إلى أن الجنود الأتراك "دمروا" الأهداف التي عثر عليها في المنطقة برد فعل ناري.
وأعلن متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن أن "القوات التركية ردت على هجوم استشهد فيه 4 جنود أتراك في محافظة إدلب السورية"
وقال قالن في تغريدة على حسابه في تويتر، إن ذلك يعد هجوما على التفاهم حول إدلب، مؤكد أن القوات التركية ردت على الفور على مصادر النيران.
وتابع "لن تذهب دماء شهدائنا هباء، والفاعلون سيحاسبون".
تركيا لم تبلغ روسيا بتحركياتها في إدلب
لم يبلغ الجيش التركي روسيا بتحركاته في منطقة خفض التصعيد بإدلب، وذلك كما أعلن مركز المصالحة الروسي
وأعلن مركز المصالحة، اليوم الاثنين في بيان "قامت وحدات الجيش التركي في ليل 2 شباط/ فبراير بالتحرك داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب دون إبلاغ الجانب الروسي، ووقعت تحت قصف القوات الحكومية لمواقع الإرهابيين في غرب منطقة سراقب".
ونفت وزارة الدفاع الروسية تقارير عن غارات جوية تركية على مواقع الجيش السوري في إدلب.
وقال بيان وزارة الدفاع "سلاح الجو التركي لم ينتهك حدود الدولة السورية، ولم تكن هناك هجمات على مواقع القوات السورية".
قال مراسل وكالة الأنباء الفيدرالية الخاص عباس جمعة ، إن أربعة جنود أتراك قتلوا في إدلب بسبب طموحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتسائل جمعة "ما حدث أمر خطير. بالنسبة للجيش العربي السوري، هذه مرحلة أخرى من الحرب الدموية. أفعالهم واضحة. إنهم يقاتلون على أرضهم ضد المتشددين والإرهابيين، ويموتون على أرضهم، من أجل منازلهم، وحماية أسرهم. لكن ماذا فعل الأتراك في أرض أجنبية؟ لماذا قتلوا؟ لطموحات أردوغان؟".
وأكد الخبير أنه لا يعني الحرب بين سوريا وتركيا: "الحرب لا تنسجم مع خطط أردوغان".
وختم جمعة " الحديث يدور حول مواجهة الجيش السوري للمحتلين. وبدأ المحتلين في تكبد خسائر، والتي من وجهة نظر العلاقات العامة ليست جيدة ".
الكرملين يعلق على قصف الجيش التركي في سوريا
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يجري اتصال هاتفي مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بعد حادثة إطلاق النار على الجنود الأتراك في منطقة خفض التصعيد بإدلب، وفق ما ذكر مراسل وكالة الأنباء الفدرالية.
وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف "الجيش الروسي والتركي على اتصال دائم. لم يكن هناك محادثة رفيعة المستوى حتى الآن، ولكن ليس هناك شك في أنه إذا رأى الرؤساء ذلك ضروريا، يمكن الاتفاق على المحادثة في أقصر وقت ممكن ".
وأشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية قد قدمت بالفعل التوضيح اللازم فيما يتعلق بالوضع في إدلب.
وتابع بيسكوف "لا نزال نشعر بالقلق إزاء استمرار نشاط الجماعات الإرهابية في هذه منطقة سوريا".
تركيا تحول إدلب وحلب إلى "واحة" للإرهابيين
هاجم مسلحون مؤيدون لتركيا الجيش السوري في محافظة حلب، وأدت عملية مكافحة الإرهاب التي قامت بها قوات الجيش العربي السوري في إدلب وحلب بالفعل إلى اشتباكات مع الجيش التركي.
وتواصل تركيا إرسال تعزيزات لمساعدة الإرهابيين من الجماعات الجهادية "المعتدلة" والراديكالية في محافظة إدلب.
وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصراحة أن تركيا لا تعتزم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقي أستانا وسوتشي، الأمر الذي يمكن أن يكون بداية مواجهة مفتوحة.
وتنشط المجموعات المدعومة من تركيا في محافظات إدلب واللاذقية وحماة في غرب وشمال حلب وعفرين، ووفقا لدراسة قامت بها مؤسسة البحث السياسي والاقتصادي والاجتماعي (SETA) ، المقربة من الحكومة التركية، فقد انضمت 41 مجموعة مسلحة، بما في ذلك 15 مجموعة من تحالف جبهة التحرير الوطني (الجبهة الوطنية للتحرير) ، إلى الجيش الموالي لتركيا.
تم إنشاء معظم المجموعات التي جمعتها تركيا بمشاركة مباشرة من البنتاغون ومركز العمليات العسكرية الأمريكية في تركيا، والذي كان يسمى " MOM " أي "الأم". أصبح عملاء وكالة الاستخبارات المركزية "الأم" التركية للمقاتلين السوريين، وتوقفت الولايات المتحدة تماما عن تمويل وتزويد المجموعات السورية بالأسلحة في ديسمبر 2017 فقط.
وتدعي مؤسسة سيتا أن أنقرة تمكنت من زيادة إمكانات المجموعات المسلحة في الجيش الوطني السوري بشكل كبير، حيث أنه منذ عام 2016، تم تدريب القادة الميدانيين للقوات التركية في مراكز التدريب في كل من سوريا وتركيا، الدعم التركي يضمن إمدادات الجيش الوطني السوري، حيث تزود تركيا المقاتلين في شمال سوريا بالدبابات ومركبات القتال والآليات العسكرية.
قدمت تركيا عددا هائلا من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع والطلقات النارية إلى المجموعات في إدلب وحلب، و"تفوقت" إلى حد كبير على وكالة الاستخبارات المركزية والبنتاغون في هذا الصدد.
خلال الحملة الصيفية، تكبدت القوات السورية خسائر كبيرة من الهجمات الصاروخية المسلحة - ولم يدخر الإرهابيون أي ذخيرة، حيث استخدموا الصواريخ المضادة للدبابات ضد مجموعات من المشاة والأهداف المدرعة الخفيفة.
وتشير مؤسسة "سيتا" إلى أن المدربين العسكريين الأتراك كانوا مهتمين بشكل خاص باستخدام المقاتلين "الأنغماسيين" وهي مجموعات هجومية انتحارية، الذين استفاد منهم مقاتلو جبهة التحرير وجهاديي "جبهة النصرة" (المحظورة في روسيا).
ومع ذلك، فإن عصابات ما يسمى "المعارضة المعتدلة" والجهاديين الراديكاليين في سوريا ترتبط ارتباطا وثيقا، وبحلول صيف عام 2019، بعد "هزيمة" "داعش" من قبل الأكراد والتحالف الأمريكي، انتقل مئات المقاتلين السابقين من تنظيم "داعش" الإرهابي الذين جلبوا خبرتهم وأساليبهم القتالية إلى صفوف الجيش الوطني السوري، ونشر مركز "روجافا" المعلوماتي أسماء عشرات الإرهابيين الذين "هاجروا" بسهولة من داعش إلى الوحدات التي تسيطر عليها تركيا.
وأكد مركز معلومات "روجافا" وفقا لتقرير مقدم إلى الأمم المتحدة أنه "في جميع أنحاء عفرين، تقوم مجموعات مثل أحرار الشرقية ولواء السلطان مراد بتطبيق الشريعة وتشارك في عمليات السطو والخطف والقتل والتعذيب والاغتصاب".