14 /: 100
ليبيا. بينما ترسل حكومة طرابلس المهاجرين من «داعش» وتجار الرقيق إلى المدن الليبية، أطلقت حكومة مالطا، التي لوحظ تعاونها مع إرهابي حكومة الوفاق، مهمة إنسانية في الاتحاد الأوروبي من شأنها إبقاء المهاجرين في ليبيا، الأمر الذي يجبرهم على التعايش مع المسلحين
أطلقت مالطا مبادرة للقيام بمهمة إنسانية في ليبيا بمبلغ 100 مليون يورو، يفترض أنها »ستحول الدولة التي دمرتها الحرب إلى ميناء آمن للمهاجرين». واستنادا إلى نص الرسالة الموجهة إلى ممثل الاتحاد الأوروبي بشأن السياسة الخارجية، فإن المهمة تهدف لكبح جماح المهاجرين داخل ليبيا، وبالتالي «تدمير أعمال المهربين"، كما نقل موقع «Malta Today».
يشير اقتراح مالطا إلى أن حرس الحدود الأوروبيين وبعثة دعم الأمم المتحدة سيمنعان اللاجئين والمهاجرين الآخرين من مغادرة ليبيا عن طريق البحر والوصول إلى أوروبا، وفي رسالة وزير خارجية مالطا، إيفاريست بارتولو، إلى ممثل العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قال بارتولو إن "التخفيف من الظروف الصعبة" التي يعيش فيها المهاجرون قد يؤثر على قرارهم عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا والبقاء في ليبيا، نظرا لأن مالطا وإيطاليا أغلقوا موانئهم
وأصر المسؤولون المالطيون على أن المهمة التي تبلغ قيمتها 100 مليون يورو يفترض أنها "الخيار الوحيد المستدام والواقعي لتجنب هذه الأزمة الإنسانية وإنقاذ حياة الرجال والنساء والأطفال" من خلال تزويد الليبيين بالأغذية والأدوية والمعدات الطبية، وبعبارة أخرى، أبذل قصارى جهدك لحل أزمة الهجرة، على الرغم من حقيقة أن طرق حل المشكلة يمكن أن تؤثر سلبا على المواطنين المتبقين في ليبيا
وبالإضافة إلى ذلك، لوحظ ذات مرة تعاون السلطات في مالطا، مع ما يسمى حكومة الوفاق الوطني، وقالت إنها ستدرب مقاتلين من خفر السواحل الليبي على "تعزيز مراقبة الحدود والتأكد بشكل خاص من أن ليبيا هي ميناء آمن لإنزال المهاجرين".
ومع ذلك، يهرب المهاجرون الليبيون من البلاد في محاولات للهروب من الإرهابيين الذين تدعمهم حكومة الوفاق، ويتم اعتراض أولئك الذين فشلوا في الهرب من قبل "ﺧﻔﺮ اﻟﺴﻮاﺣﻞ اﻟﻠﻴﺒﻲ" و"ﺟﻬﺎز ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻬﺠﺮة ﻏﻴﺮ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ" التابعين لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق، والذين يشتهرون بجرائمهم.
ويذكر أن من بين أعضاء عصابات حكومة الوفاق الذين شاركوا في الهجوم على المدن الساحلية الليبية كانوا جهاديين سابقين من تنظيم«داعش» الإرهابي (المحظور في روسيا) وتمكن الإرهابيون من التفاخر بالاستيلاء على مدينتين ليبيتين على شبكات التواصل الاجتماعي، ونشر صور ومقاطع فيديو تم التقاطهما بالقرب من سجن صبراتة، مما يثبت مشاركتهم المباشرة في الهجوم على مواقع المشير خليفة حفتر في هذه المناطق
حيث أنه في الصور ومقاطع الفيديو من صبراتة المحتلة، يظهر عبد الرحمن ميلاد الملقب بـ«البيجا»، المطلوب دوليا، والقائد الميداني لـ«جهاز الأمن» التابعة لحكومة الوفاق عبد الله الطرابلسي، وكذلك زعيم جماعة "أنصار الشريعة" الإرهابية (المحظورة في روسيا) فرج شكو، والإرهابيون ابراهيم العمو الدباشي، عبد الرحمن البيدجا، ومحمد كشلاف، المعروف بتهريبهم للبشر. وكان من بين جميع هؤلاء المجرمين المرتزقة السوري الإرهابي السوري سيف أبوبكر، قائد فصيل الحمزات
بالإضافة إلى ذلك، وبحسب الفيديو الذي تم تسجيله في السجن الخالي في مدينة صبراته، يمكننا القول أن جهادي حكومة الوفاق الذين هاجموا المدينة أطلقوا سراح جميع المجرمين الذين تم احتجازهم هناك. ومن الواضح أنهم سينضمون الآن إلى صفوف عصابات فايز السراج. وفي الصور، يمكن رؤية مقاتل آخر من نظام الاحتلال في طرابلس - الطاهر الغرابلي، الذي ترأس ما يسمى بمجلس صبراتة، الذي زُعم أنه حل من قبل زعيم حكومة الوفاق في عام 2017، الغرابلي، مثل كل ما سبق، مرتبط بمنظمات إرهابية وتعاون مع المهربين من عصابة أحمد دباشي
وهكذا، فإن المسلحين المطلوبين دوليا والمتورطين في تجارة الرقيق كانوا متورطين بشكل مباشر في الهجوم على صبراتة وصرمان، ويصف السراج الآن هؤلاء الناس بـ «المحررين»، وهذا يثبت مرة أخرى أن حكومته العميلة بالكامل تتكون من إرهابيين وقطاع طرق ولا تهتم بمشاكل الشعب الليبي
تجبر جرائم مقاتلي قوات حكومة الوفاق الجيش الليبي على قمع الهجمات المنتظمة التي تشنها العصابات التي استولت على طرابلس وضواحيها، فقامت القوات الجوية التابعة للجيش الوطني الليبي بشن غارة جوية جنوب قاعدة الوطيه الجوية على رتل للإرهابيين، كان فيه 23 سيارة، ونتيجة لذلك، تم تدمير عشرين سيارة من سيارات الإرهابين.
وكما أفاد حساب الإعلام الحربي على منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن مقاتلات قوات خليفة حفتر تشن سلسلة غارات جوية على أرتال الإرهابيين التابعين لحكومة الوفاق الموالية لتركيا في منطقة القاعدة الجوية
وبالإضافة إلى ذلك، يشير مستخدمو الشبكات الاجتماعية إلى الهجمات المستمرة التي يشنها مسلحون حكومة الوفاق على موقع الجيش الوطني الليبي بالقرب من مسجد أبوشعالة في أبو سليم، وفي المنطقة نفسها جنوب العاصمة الليبية، احتجز جنود الجيش الوطني الليبي سبعة مرتزقة سوريين من حكومة السراج «العميلة» الذين أحضرتهم تركيا إلى ليبيا من إدلب، وفي طرابلس، ألقت إحدى وحدات الجيش الليبي القبض على زعيم فرقة «السلطان مراد» الجهادية
في مدينة صرمان، جراء هجوم عصابات حكومة الوفاق على مجمعات سكنية، قتل مراقب التربية والتعليم محمد أبو القاسم علي عباس. وأعلنت وزارة التعليم عن ذلك على صفحتها الرسمية في فيسبوك
تحاول مالطا حل أزمة الهجرة، وحثت الاتحاد الأوروبي على استثمار 100 مليون يورو في المهمة الإنسانية في ليبيا لإبقاء المهاجرين في البلاد. وعلق المستشرق والصحفي أندريه أونتيكوف على هذه المبادرة في تصريح خاص لوكالة الأنباء الفيدرالية
ووفقا لأندريه أونتيكوف، فإن 100 مليون يورو عبارة عن مبلغ صغير على المستوى الوطني لحل مشكلة المهاجرين. وأشار إلى أنه سيكون من المفيد أكثر إذا كانت الجهود تهدف إلى حل الأزمة الليبية ككل
وأضاف أونتيكوف «سيستفيد الجميع من ذلك، بما في ذلك الأوروبيين الذين يرهقهم تدفق المهاجرين غير الشرعيين، لكن الآن لا نرى سوى صراع بين المصالح المختلفة على الرغم من العديد من المؤتمرات التي عقدت بالفعل لحل الأزمة في ليبيا في باليرمو وبرلين. على الرغم من ذلك، لا تزال الأمور على ما هي عليه، وبصفة عامة لا توجد شروط مسبقة لحل المشكلة، وعلى الورق، كل هذه المؤتمرات تقدمية وصحيحة للغاية، ولكن في الواقع لا يتم تنفيذ المقترحات».
ووفقا لمحاور وكالة الأنباء الفيدرالية، تحاول مالطا بمثل هذه المقترحات حل أزمة الهجرة فقط، مشيرا إلى أن هذه الاقتراحات يمكن أن توقف هذه المشكلة لبعض الوقت، لكنها غير قادرة على حلها تماما، نظرا للفوضى السائدة في البلاد وحقيقة أن بعض الدوائر السياسية في ليبيا تثيره، وتبذل كل جهدها لضمان استمرارها
وأضاف المستشرق «تسوية هذه القضية ترتبط ارتباطا وثيقا بتسوية الصراع الليبي نفسه، حيث ستكون هناك سلطات طبيعية، خدمة حدودية طبيعية، وقوات أمن طبيعية في ليبيا- ولن تكون هناك مشاكل مع المهاجرين بالشكل الذي توجد به الآن».