أتاحت مفاوضات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيرة التركي رجب طيب أردوغان تحقيق الهدنة التي طال انتظارها في ليبيا. ويجب أن تكون الخطوة التالية لحل النزاع في البلاد هي إطلاق سراح المواطنين الروس الذين يحتجزهم إرهابيو ما يسمى بحكومة الوفاق الوطني بصورة غير قانونية في ليبيا.
على خلفية وقف إطلاق النار في ليبيا، ينبغي أن يكون الإفراج عن المواطنين الروس المحتجزين بصورة غير قانونية من قبل ما يسمى بحكومة الوفاق الوطني هو الخطوة التالية على طريق وقف التصعيد في البلاد.
ويقبع في سجن "معيتيقة" اثنين من علماء الاجتماع من "مؤسسة حماية القيم الوطنية" غير الربحية الروسية، وهم مكسيم شوغالي وسامر حسن علي سويفان، الذين اختطفهم عناصر من ميليشيا "الردع" التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق في مايو/آذار 2019 ووضعوهم في السجن دون توجيه تهمة.
وقدمت مرارا وتكرارا تقارير إلى الأمم المتحدة، وتم الإبلاغ عن عمليات تعذيب وقتل وتجارة رقيق واختطاف للحصول على فدية، ووفقا لخبراء دوليين فإن السجناء يتعرضون لعنف منتظم.
واحتجز الإرهابيون علماء الاجتماع الروس في ليلة 16-17 مايو/آذار 2019 دون توجيه أي تهم لهم، ودخل علماء الاجتماع إلى البلاد وفق جميع المعايير الحدودية والجمركية والدبلوماسية للعمل العلمي، وتمكن عضو من المجموعة العلمية، ألكساندر بروكوفييف، من مغادرة ليبيا، في الوقت الذي توقف فيه شوغالي وسويفان عن الاتصال مع إدارة المؤسسة.
وتحتفظ وزارة الخارجية الروسية بالوضع تحت السيطرة، وتسعى إلى إطلاق سراح علماء الاجتماع، لكن إرهابيي حكومة الوفاق يواصلون احتجاز المواطنين الروس في انتهاك لجميع المعايير.
لا توجد سيطرة فعلية لحكومة الوفاق على العديد من الجماعات المسلحة التي تعمل بشكل طائش على الأراضي التي تسيطر عليها، وإذا كانت حكومة الوفاق مستعدة حقا للمضي قدما في حوار سلمي مع الجيش الوطني الليبي، يجب أن تظهر أنها قادرة على السيطرة على المتشددين الذين يقاتلون إلى جانبها.
ويذكر أنه خلال اجتماع ثنائي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تم مناقشة التسوية في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا. بعد الاجتماع ، دعا قادة روسيا وتركيا أطراف النزاع إلى الهدنة. حيث بدأ سريان وقف إطلاق النار في ليبيا منذ منتصف ليل 12 يناير/كانون الثاني، والتي تم تحقيقها بفضل المكانة الدولية للرئيس فلاديمر بوتين.