القاهرة - 22 - 8 (كونا) -- افتتحت جامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء معرض (نقوش فلسطين القديمة وكتاباتها) تحت رعاية أمينها العام أحمد أبو الغيط وبالتعاون مع جمعيتي (وساطة للعمل الشبابي) الفلسطينية و(الحضارة العربية) الأردنية.
وقالت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية هيفاء أبو غزالة في كلمتها خلال افتتاح المعرض وندوة مصاحبة له إن فكرة المعرض تكمن في استحضار النقوش الفلسطينية القديمة من خلال محاكاتها ووضعها في سياقها التاريخي الصحيح وعرضها لتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي زرعها وروجها الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت أن رعاية الأمين العام لهذه الفعالية تأتي إيمانا منه بالدور المهم الذي تضطلع به منظمات المجتمع المدني العربية إلى جانب المؤسسات الحكومية في مناصرة القضية الفلسطينية وحرصا على دعم نضال الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه المشروعة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومجهوداته في حماية التراث الفلسطيني من محاولات الطمس والتزييف.
وأكدت أبو غزالة أن لفلسطين "خصوصية تاريخية وحضارية عميقة لا توازيها أية مكانة ويليق بها بأن تكون أيقونة مقدسة ورمزا تاريخيا عريقا يحبه الجميع ويسعى للقرب منه لهذا كانت فلسطين على مر التاريخ في مرمى أطماع الشعوب التي تطمح لاحتلالها والسيطرة عليها".
وأعربت في هذا السياق عن الأسف لما تتعرض له فلسطين بشعبها وقضيتها وتراثها من النهب والقتل والاستهداف المباشر وغير المباشر للقضاء على هذه القضية مشيرة الى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتف بسرقة الأرض الفلسطينية بل يصارع الزمن يوما بعد آخر لسرقة الهوية والتاريخ والتراث الممتد منذ قديم الزمان على هذه الأرض.
وبينت أبو غزالة أن الاحتلال يعمد إلى سرقة التراث الفلسطيني كسرقة اللباس واللغة والعملة والأحجار الكنعانية القديمة حتى وصل بهم الأمر لسرقة المأكولات الفلسطينية الشعبية ونسوا أن هذه التصرفات تؤكد فراغ رصيد الاحتلال في الحضارة الإنسانية وأن تاريخه مليء بسلسلة من الجرائم فقط وأن محاولاته سرقة التراث الفلسطيني وتهويده ما هو سوى بحث عن هوية ثقافية مفتقدة.
ودعت جميع الجهات المعنية الدولية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني والأكاديميين بالتعاون مع الجامعة العربية إلى العمل على حماية التراث الفلسطيني وتعزيز الجهود نحو استرجاع الآثار المنهوبة وكذلك العمل على استمرار التذكير بالهوية الفلسطينية وتثبيتها في عقلية الأطفال والشباب خاصة ونشر الحقائق التاريخية والحضارية لدولة فلسطين لأننا نعيش حالة سطو ثقافية مستمرة من الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت أبو غزالة الى أن الجامعة العربية تؤكد دائما أهمية الموروث الثقافي العربي باعتباره "فخر الأمة العربية وعزها وصمام الأمان تجاه تأكيد هويتنا العربية" مضيفة أنها تضع الاهتمام بالتراث وحمايته على قائمة أجندة أعمالها خاصة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة العربية وما تتعرض له الآثار القديمة في بعض المناطق من سرقة وتدمير وسلب ونهب.
من جهته قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك في كلمته إن الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ليست فقط تستهدف الاستيلاء على أرضه وثرواته الطبيعية وممتلكاته المادية بل تستهدف أيضا التاريخ والهوية والموروث الحضاري والثقافة والمقدسات.
وأضاف العكلوك أن الاحتلال الإسرائيلي يريد "من خلال هذه الحرب الشاملة ومن خلال السطو والسرقة" أن يوهم العالم بأنه من هنا من هذه الأرض "ولكن الأرض العربية الفلسطينية الكنعانية ترفض هذا الكذب والتزوير والتدليس في كل يوم وبكل شكل".
وشدد على أن "الاحتلال الإسرائيلي الأجنبي الغريب ليس له ثقافة موحدة ولا نمط عمراني موحد ببساطة لأنه أتى من الخارج من دول أوروبا وإفريقيا وأمريكا وروسيا ولكل بلد آثارها وثقافتها وعمرانها الذي وإن تشابه بإنسانيته أحيانا فإنه مختلف بالثقافة والتراث".
وأشار إلى أن فلسطين وبدعم من أشقائها العرب قامت بتسجيل عدد من عناصر التراث الثقافي غير المادي للشعب الفلسطيني في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
ولفت إلى أن الدبلوماسية الفلسطينية عملت على مراكمة هذه القرارات والبناء عليها في مسيرة الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي في ساحة التراث والثقافة الفلسطينية المادية وغير المادية لتعزيز الحضور الفلسطيني على الساحة الثقافية الدولية ولحماية الهوية العربية للشعب الفلسطيني من أعمال النهب والسطو التزوير التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وشارك في افتتاح معرض (نقوش فلسطين القديمة وكتاباتها) والندوة المصاحبة له عدد من المندوبين الدائمين للدول العربية والأمناء العامين المساعدين للجامعة العربية. (النهاية)
م ف م / ا س م / م ع ع