منذ إعلان تركيا تخفيف إجراءات الحظر الخاصة بوباء كورونا، ابتداء من يونيو الماضي، يزداد النقاش يومياً حول صحة الإجراءات الحكومية في التعاطي مع الوباء، لاسيما بين المنظمات غير الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، وأحزاب المعارضة، ورؤساء البلديات.
في جديد الجدل الحاصل في البلاد، شكك رئيسا بلديتي إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وأنقرة منصور يافاش، ببيانات وزارة الصحة التركية بشأن الأعداد الحقيقية للوفيات والإصابات، الناجمة عن انتشار فيروس كورونا في عموم الولايات التركية، وذلك خلال مشاركتهما في حلقة نقاش يوم السبت طرحها حزب الخير التركي.
وقال إمام أوغلو "مايهمنا عدم فتح الجدل، قلقون حيال الشفافية، للأسف أعداد الإصابات حالياً في إسطنبول يساوي عدد الإصابات في عموم تركيا"، مذكّراً بأن جميع البيانات لاسيما الوفيات موجودة في البلديات، "ما الذي تخفونه، نحن المؤسسة التي تسجل جميع الوفيات، نحن من يتولى كل مراسم الدفن عن طريق مديرية المقابر، فأعداد الموتى تسجل عندنا، هذه الأرقام لا يمكن إخفاءها" أردف إمام أوغلو.
بدوره قال رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش إنهم كبلدية "مُنعوا من القيام بالأعمال التي كانوا يريدون القيام بها خلال فترة الوباء، أردنا وضع عربات في الشوارع لقياس حرارة الناس، لم يعطونا الإذن، بعد ذلك بدأت الشرطة بقياس حرارة الناس".
وشكك يافاش أيضاً ببيانات وزارة الصحة بالقول، "إجمالاً توفي 563 شخصاً في أنقرة، يجب إنشاء لجنة بحثية في البرلمان، دعوا رؤساء بلديات أضنة واسطنبول وإزمير وأنقرة يحصون الأرقام ليوم واحد، ثم قارنوها بالأرقام المعلنة (أرقام وزارة الصحة)".
وفي جديد الإصابات أعلن رئيس حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان إصابة زوجته وابنه بوباء كورونا بعد 5 أيام من إعلانه إصابته بفيروس كورونا.
وقال باباجان في تغريدة نشرها عبر حسابه في تويتر السبت، "اليوم هو يومنا الخامس مع كوفيد -19، نحن في الحجر الصحي، بعد إصابتي، كانت اختبارات زوجتي زينب، وابننا الصغير أمير إيجابية أيضًا، كل منا لديه نفس الأعراض، الضعف والحمى وآلام العضلات والمفاصل".
وأضاف باباجان، "يستمر علاجنا في المنزل، نطبق نفس برنامج العلاج الموصى به من قبل أطبائنا في المنزل، في بعض الأحيان نتحسن، وأحيانًا أكثر نعاني إرهاقًا خلال اليوم، لكنني أعتقد أننا في عملية التعافي".
بدوره أصدر مجلس تنسيق الرابطة الطبية التركية وجمعيات طبية متخصصة بياناً مشتركاً حول زيادة عدد الحالات والوفيات نتيجة انتشار وباء كورونا في تركيا.
البيان الذي وقعت عليه 39 جمعية يوم الجمعة، أكد أن النظام الصحي في تركيا "أصبح غير قادر على تحمل هذا العبء في مكافحة الوباء، ونحن قلقون من استنفاد العاملين في مجال الرعاية الصحية".
وأضاف البيان "صحة العاملين في الصحة هي ضمان صحة المجتمع، كأطباء، نرى أن الوباء يزداد سوءاً كل يوم، مع الآسى لخسائرنا المتزايدة، مرضانا يتزايدون يوماً بعد يوم، لا يكفي التركيز على تحذير الأفراد، بل يجب اتخاذ تدابير مناسبة لتنظيم الحياة الاجتماعية، والعمل ضمن إطار منظم من قبل السلطة المركزية في إدارة الوباء".
وشدد البيان على ضرورة "توفير المعلومات من قبل وزارة الصحة حول وضع عملهم بما يسهم في تخفيف قلق العمال في مجال القطاع الصحي، يجب إجراء دراسات الاحتياطات الضرورية على معدات الحماية الشخصية في العدد والنوع لتلبية المتطلبات من قبل وزارة الصحة، ويجب تسليمها إلى جميع المتخصصين في الرعاية الصحية وفقاً للاحتياجات".
وأوضح بيان الجمعيات التركية أن "المتخصصون في الرعاية الصحية يواصلون العمل بجهد كبير، هم أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى، أجسادهم متعبة ومكتئبة، وبالتالي، يجب تحسين بيئة العمل، والحقوق الشخصية لجميع المتخصصين في الرعاية الصحية".
وختم البيان بالتأكيد على ضرورة "تعديل الأجور الأساسية لتنعكس على رواتب التقاعد، يجب دفع تعويضات العمل على أعلى مستوى حتى يناير2021، كما يجب إنهاء الخصومات في أجور الموظفين بسبب الإجازات المرضية والتقارير الطبية".