ما تزال قضية اللاجئين المتدفقين باتجاه الحدود التركية اليونانية، عالقة بين أنقرة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي الذي جدد موقفه الرافض لاستعمال تركيا هذا الملف الإنساني كورقة ضغط بهدف تحصيل مكاسب سياسية. بينما كررت أنقرة مراراً خلال الأيام الماضية تهويلها بتلك الورقة.
وبين هذا وذاك تستمر معاناة الآلاف ممن توجهوا نحو الحدود التركية، آملين بحياة أفضل في أوروبا التي صدت بدورها الأبواب.
وفي استمرار للتجاذب الحاصل حول هذا الملف، أفاد مراسل "العربية/الحدث"، السبت، بأن اليونان أعادت لتركيا 2867 لاجئا خلال الـ 24 ساعة الماضية، وسط اتهامات متكررة بتنفيذ أنقرة "تدفقا منسقا" لآلاف اللاجئين على أرضها.
في حين أفادت تقارير بتجدد المواجهات بين حرس الحدود اليوناني والقوات التركية في المنطقة، دون معلومات إضافية.
إلا أن بعض المشاهد المصورة أظهرت إطلاق نار بين الطرفين.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مساء الجمعة أنّ الاتّفاق بين الاتّحاد الأوروبي وتركيا الذي أدّى منذ العام 2016 إلى الحدّ من الهجرة إلى أوروبا بات "مَيتًا"، متهما أنقرة "بالمساعدة" في التدفّق المستمرّ لآلاف المهاجرين على الحدود.
وقال ميتسوتاكيس لشبكة سي إن إن، إن الاتّفاق قد مات لأن تركيا قررت خرق الاتفاق بالكامل بسبب ما حدث في سوريا.
كما اعتبر أنّ تركيا تفعل عكس ما التزمت به لناحية إبقاء طالبي اللجوء لديها، منوها إلى أن أنقرة قامت بشكل منهجيّ، في البر والبحر على السواء، في مساعدة الناس في جهودهم لعبور الحدود إلى اليونان.
يذكر أن صدامات جديدة اندلعت لفترة وجيزة الجمعة على الحدود اليونانية التركية بين الشرطة اليونانية التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والمهاجرين الذين رشقوا عناصرها بالحجارة، في وقت حذّر الاتحاد الأوروبي اللاجئين من أن أبوابه مغلقة.
وأمس كرر الاتحاد الأوروبي موقفه الرافض لاستخدام تركيا ورقة اللاجئين من أجل ابتزاز الدول الأوروبية، وتحقيق أغراض سياسية، في إشارة إلى مواقف الرئيس التركي الأخيرة رجب طيب أردوغان، التي لوح خلالها ببحر من اللاجئين باتجاه أوروبا، في مسعى لحصد مزيد من الدعم الأوروبي لبلاده.
وقال وزراء خارجية دول الاتحاد في بيان مشترك صدر عقب اجتماع في العاصمة الأوكرانية زغرب، إن قرار تركيا فتح حدودها مع اليونان للمهاجرين، في تجاهل لاتفاقها مع التكتل عام 2016 بشأن المهاجرين، غير مقبول وإن أي ضغط سياسي من هذا النوع سيقابل بالرفض.
كما شددوا على أن الاتحاد الأوروبي يعرب مجددا عن قلقه البالغ من الوضع على الحدود اليونانية التركية، ويرفض بشدة استخدام تركيا للمهاجرين كوسيلة ضغط لتحقيق أغراض سياسية".
إلى ذلك، أضافوا أن "الوضع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي غير مقبول"، وتابعوا قائلين في عبارات موجهة لأنقرة "لا يجب تشجيع المهاجرين على محاولة العبور بطريقة غير مشروعة سواء برا أو بحرا".
يشار إلى أنه بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 28 شباط/فبراير فتح الحدود مع اليونان، توجّه آلاف عدّة من المهاجرين إليها معيدين للأذهان ما حدث خلال أزمة الهجرة التي شهدتها القارة الأوروبية في عام 2015.