نيويورك - 4 - 1 (كونا) -- دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى إجراء تحقيقات "مستقلة وشاملة" في كل هجمات الاحتلال الإسرائيلي على المستشفيات والبنية الأساسية للرعاية الصحية والعاملين في المجال الصحي في قطاع غزة.
جاء ذلك في إحاطة قدمها تورك في اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي مساء أمس الجمعة بدعوة من الجزائر التي تتولى رئاسة المجلس خلال شهر يناير الجاري لبحث اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المنشآت الصحية في القطاع.
وشدد تورك في الإحاطة التي قدمها عبر الاتصال المرئي على أن حماية المستشفيات أثناء الحروب تحظى بأهمية قصوى ويجب أن تحترمها الأطراف كافة في كل الأوقات.
واستشهد بتقرير حديث أصدره مكتبه يغطي الفترة من 7 أكتوبر 2023 إلى 30 يونيو 2024 وثق نهجا من الهجمات على المستشفيات بدءا بالغارات الجوية للاحتلال الإسرائيلي التي تعقبها اقتحامات من قوات برية واحتجاز بعض المرضى والموظفين بما يترك المستشفيات غير قادرة على العمل.
وتطرق المسؤول الأممي كذلك إلى الدمار الذي ألحقته هجمات جيش الاحتلال في 27 ديسمبر الماضي بمستشفى (كمال عدوان) وهو آخر المستشفيات العاملة في شمال قطاع غزة.
وشدد تورك أيضا على ضرورة أن تميز العمليات العسكرية دائما بين الأهداف العسكرية والمدنيين والالتزام بالمبادئ الأساسية للتمييز بين الأهداف والتناسب واتخاذ الحيطة أثناء شن الهجمات.
واعتبر الفشل في احترام تلك المبادئ "انتهاكا للقانون الدولي الإنساني" مضيفا أن شن الهجمات بشكل متعمد على المستشفيات والأماكن التي يعالج بها المرضى والجرحى "جريمة حرب".
وأضاف أنه "تحت ظروف معينة فإن التدمير المتعمد لمنشآت الرعاية الصحية قد يصل إلى أن يكون شكلا من أشكال العقاب الجماعي الذي يعد أيضا جريمة حرب".
وذكر تورك أن الاحتلال الإسرائيلي في معظم الحالات يدعي أن المستشفيات تستخدم لأغراض عسكرية من الجماعات المسلحة الفلسطينية.
ونبه المسؤول الأممي إلى أن الاحتلال لم يقدم معلومات كافية لإثبات تلك الادعاءات التي غالبا ما تكون "غامضة وواسعة النطاق وفي بعض الحالات يبدو أنها تتناقض مع المعلومات المعلنة".
وحذر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن "كارثة في مجال حقوق الإنسان لا تزال مستمرة في غزة أمام أعين العالم" مشيرا إلى أن أساليب الاحتلال الإسرائيلي في الحرب أدت إلى مقتل عشرات آلاف الأشخاص وتشريد واسع النطاق ودمار ما يثير مخاوف كبرى بشأن الامتثال للقانون الدولي.
وكان ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع أعلن الأول من أمس الخميس أن بلاده التي تتولى رئاسة مجلس الأمن الشهر الجاري دعت المجلس إلى الاجتماع يوم الجمعة من أجل مناقشة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المنشآت الصحية في قطاع غزة.
وأكد بن جامع أن قضية فلسطين سترفع إلى مستوى وزاري يقوده وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والشؤون الإفريقية أحمد عطاف متعهدا بمواصلة بلاده "تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين والوضع الكارثي في قطاع غزة". (النهاية)
ع س ت / م ع ع
