نيويورك - 16 - 12 (كونا) -- استعرضت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) ستيفاني خوري اليوم الاثنين مبادرة أممية لعملية سياسية ليبية شاملة تهدف للتغلب على الجمود السياسي الحالي وتخطي الوضع الراهن نحو انتخابات وطنية وتجديد شرعية المؤسسات منتهية الصلاحية.
وقالت خوري في إحاطة قدمتها عبر الاتصال المرئي من العاصمة الليبية طرابلس أمام جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي حول الحالة في ليبيا "في ظل التدخل الأجنبي المستمر والتغيرات الإقليمية والصعوبات الاقتصادية المتنامية يتعين علينا بشكل جماعي اغتنام الفرصة لتحقيق تسوية سياسية دائمة".
وأفادت خوري بأنها تنوي تسهيل هذه العملية من خلال "نهج تدريجي ومرن" لتمكين بناء توافق تدريجي لحفظ الاستقرار على الأرض واستمرار الملكية الليبية للعملية من خلال البناء على الأطر القائمة التي حددها الليبيون والمساعدة في توحيد وتعزيز المؤسسات وشرعيتها.
ولفتت إلى أن الانتخابات البلدية الناجحة والسلمية التي جرت الشهر الماضي كانت بمثابة تذكير بأن الشعب الليبي "يتوق إلى ممارسة حقه في اختيار من يحكمه" ومع ذلك مرت ثلاث سنوات تقريبا على تأجيل الانتخابات الوطنية إلى أجل غير مسمى في عام 2021.
وذكرت المسؤولة الأممية أنه "وفيما تستمر القضايا العالقة بتعطيل التقدم السياسي فإن الوحدة الوطنية وسلامة أراضي ليبيا مهددة".
وتطرقت إلى الإطار الانتخابي الحالي باعتباره نتيجة إيجابية للجهود الليبية - الليبية منبهة إلى أنه لا يزال مثيرا للجدال بين الليبيين "ومن غير المرجح أن ينتج حدثا انتخابيا قابلا للتطبيق وسلميا".
وأعربت خوري عن عزمها على إنشاء لجنة استشارية محددة زمنيا مكلفة بمراجعة القضايا العالقة وتقديم مقترحات قابلة للتطبيق لخريطة طريق شاملة لإجراء الانتخابات.
وأضافت القائمة بأعمال رئيس بعثة (أنسميل) أن اللجنة ستتألف من خبراء وشخصيات "تعكس طيف القوى السياسية الليبية والمكونات الاجتماعية والثقافية والجغرافية".
وأوضحت أن اللجنة الاستشارية ليست مجموعة حوار لاتخاذ القرارات بل "هي لتوليد خيارات لاستخدامها في مرحلة المتابعة من قبل صانعي القرار الليبيين".
ونبهت إلى أن الوضع الراهن في ليبيا غير مستدام وقد استمر لفترة طويلة مضيفة أن الإجراءات أحادية الجانب التي تنتهجها النخب السياسية "تسببت في تآكل المؤسسات الليبية بشكل عميق وتحويلها إلى هياكل موازية ومتنافسة".
وأشارت الى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تعتزم أيضا عقد حوار منظم لتعزيز الإجماع حول رؤية وطنية موحدة لمستقبل البلاد بناء على الجهود المستمرة التي يبذلها الليبيون.
وشددت المسؤولة الأممية على أن مجلس الأمن والجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لديها فرصة ملموسة لمساعدة الليبيين على حل خلافاتهم وإعادة توحيد المؤسسات والتحرك نحو نظام حكم ديمقراطي قائم على القواعد.
وختمت بالقول "إن الشعب الليبي أظهر أنه لا يرغب في التغيير فحسب بل لديه القدرة على التوصل إلى اتفاقات من خلال التسوية وإحراز تقدم دائم" مضيفة أنه بحاجة إلى الدعم الموحد من مجلس الأمن. (النهاية)
ع س ت / ر ج