نيويورك - 11 - 12 (كونا) -- اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانس غروندبرغ اليوم الأربعاء أن إنهاء الحرب في البلاد خيار لا يزال في متناول الأطراف مؤكدا أن اتخاذ الإجراءات اللازمة وتقديم التنازلات أمر ضروري لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل لهم في مستقبل يسوده السلام.
وقال غروندبرغ في كلمته أمام جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي عبر الاتصال المرئي إن منطقة الشرق الأوسط "بحاجة ملحة إلى الاستقرار واليمن ليس استثناء من ذلك" مشيرا إلى التطورات الدراماتيكية الأخيرة في لبنان وسوريا.
ولفت إلى الخطوات الإيجابية التي اتخذت بشأن ملف اليمن في السنوات الماضية بما في ذلك اتفاق الهدنة لعام 2022 وتبادل المعتقلين والالتزامات التي تعهدت بها جميع الأطراف العام الماضي لدفع جهود السلام تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأكد أنه من الأهمية بمكان أن تستغل الأطراف والمنطقة والمجتمع الدولي الأوسع هذه اللحظات "وألا تفوت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود" محذرا من أنه إذا لم يحدث ذلك "فإن الشعب اليمني سيستمر في المعاناة".
وتطرق المبعوث الأممي إلى حملة الاعتقالات التعسفية التي نفذتها الميليشيات الحوثية واستهدفت خلالها أفراد المنظمات الدولية والوطنية والبعثات الدبلوماسية والمجتمع المدني والقطاع الخاص داعيا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين.
وشدد على أن هذه الاعتقالات التعسفية تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان الأساسية "ما يسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم".
وحث غروندبرغ في هذا الصدد جميع الأطراف على احترام التزاماتها بموجب اتفاق ستوكهولم والوفاء بهذا الملف الإنساني المهم.
وحول تفاقم الأزمة الاقتصادية في اليمن أوضح المسؤول الأممي أن الفشل في دفع رواتب القطاع العام أدى إلى انتشار الفقر على نطاق واسع في حين أدى ارتفاع التضخم إلى جعل الضروريات الأساسية بعيدة المنال للعديد من الأسر.
وأفاد بأن مكتبه يعمل مع أصحاب المصلحة لاستكشاف حلول عملية وملموسة لاستعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن اقتصاد اليمن بما في ذلك دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز لصالح السكان.
ونبه غروندبرغ إلى أن حالة عدم الاستقرار الشديد التي شهدها اليمن على مدار العام الماضي قلصت المساحة لجهود الوساطة التي يبذلها فيما لا تزال الاشتباكات على طول خطوط المواجهة المتعددة في البلاد مستمرة.
وأشار إلى أن هناك اعترافا واسع النطاق بأن أي تسوية مستقبلية يجب أن تكون شاملة وتضمن تمثيل جميع شرائح المجتمع مؤكدا "أن الحل السلمي في اليمن ممكن واستمرار الوحدة الدولية والدعم نحو هذا الهدف أمر ضروري". (النهاية)
ع س ت / ر ج