نيويورك - 26 - 8 (كونا) -- جدد مسؤولان في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) اليوم الاثنين التأكيد على أن الوضع في غزة "كارثي" وأن المساحة التي تم حصر الناس فيها بالقطاع "ضئيلة للغاية" في ظل تلقي مزيد من أوامر الإخلاء.
جاء ذلك خلال الإفادة التي قدمها كل من المتحدثة باسم (أونروا) لويز ووتريدج ونائب المدير الميداني الأول للوكالة الأممية سام روز للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك عبر الاتصال المرئي من دير البلح وسط غزة.
وقالت ووتريدج إن مئات الآلاف من الناس مجبرون على الانتقال يوميا قسرا ولا يعرفون إلى أين يذهبون مشيرة إلى اكتظاظ المنطقة الإنسانية التي أعلنتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في (خان يونس) و(المواصي) حيث "بالكاد يمكن رؤية الرمال على الأرض".
وأوضحت أنه في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الناس هناك زيادة في انتشار الأمراض بما فيها شلل الأطفال حيث تأكدت أول إصابة به قبل أيام مشددة على أن الأمل الوحيد يتمثل في وقف إطلاق النار.
وأضافت أن "هناك دبابات في مناطق كانت تعرف سابقا بأنها مناطق آمنة وهذا مجرد دليل آخر على أن قطاع غزة ليس مكانا آمنا".
من جهته نبه روز إلى أن سلسلة أوامر الإخلاء الأخيرة قلصت المنطقة الإنسانية التي أعلنها الاحتلال الاسرائيلي إلى 11 بالمئة فقط من قطاع غزة بأسره.
وقال روز "إنها مناطق مزدحمة حيث يتكدس الناس ويفعلون كل ما بوسعهم للعيش" علاوة على أنهم يواجهون خيارات مستحيلة "فهم لا يعرفون ماذا يفعلون وما إذا كان يجب عليهم البقاء أم الرحيل".
وحذر من "العاصفة المثالية" التي تخلق البيئة التي يمكن أن ينتشر فيها شلل الأطفال مشيرا إلى "أن الأطفال يعانون من سوء التغذية وقطاع صحي مدمر وخدمات وظروف مياه وصرف صحي رديئة للغاية والناس يعيشون وسط القمامة وبرك من مياه الصرف الصحي".
وأكد أنهم يوجهون جهود (أونروا) الآن نحو إنجاح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي ستبدأ يوم السبت المقبل والتي تستهدف نحو 640 ألف طفل حيث سيتلقى 40 بالمئة منهم اللقاحات من الوكالة الأممية التي تعد لاعبا رئيسيا في تلك الحملة.
وأفاد روز بأن الحملة تتطلب موارد بشرية ضخمة تضم أكثر من ثلاثة آلاف شخص (ألف منهم من موظفي أونروا) داعيا إلى هدن إنسانية تسمح بتنفيذ حملة التطعيم بنجاح.
وأوضح نائب المدير الميداني الأول لوكالة (أونروا) أن "العملية ستكون صعبة للغاية وسيعتمد نجاحها إلى حد كبير على الظروف على الأرض في ذلك الوقت".
وأضاف في هذا الصدد "سنبذل نحن وبقية النظام المعني بالحملة قصارى جهدنا لتنفيذها لأنه من دون ذلك نعلم أن الظروف ستكون أسوأ للأسف".
وختم المسؤول الأممي إفادته بالقول "الأشهر العشرة الماضية أخبرتنا أن الشيء الوحيد الذي يمكننا أن نقوله على وجه اليقين هو أن الغد سيكون أسوأ من اليوم .. إنها طبيعة الوضع الذي نتعامل معه للأسف هنا ويعيشه سكان غزة يوميا". (النهاية)
ع س ت / ر ج