واشنطن - 9 - 1 (كونا) -- توقع تقرير جديد صادر عن البنك الدولي اليوم الثلاثاء أن يسجل الاقتصاد العالمي خلال منتصف العقد الحالي أضعف أداء له في فترة خمس سنوات على مدى 30 عاما مشيرا إلى أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة يمكن أن تخلق أخطارا جديدة تواجه الاقتصاد العالمي على المدى القريب.
وقال البنك في بيان إنه "مع اقتراب منتصف هذا العقد الذي كان من المقرر أن يشهد آثارا تحولية على صعيد التنمية من المتوقع أن يسجل الاقتصاد العالمي معدلات تدعو للأسف في نمو إجمالي الناتج المحلي بنهاية عام 2024 هي الأدنى والأبطأ في فترة 5 سنوات على مدى 30 عاما".
وحذر من أن "التوترات الجيوسياسية المتصاعدة يمكن أن تخلق أخطارا جديدة تواجه الاقتصاد العالمي على المدى القريب وفي الوقت نفسه أصبحت الآفاق متوسطة الأجل قاتمة بالنسبة للعديد من الاقتصادات النامية وسط تباطؤ معدلات النمو في معظم الاقتصادات الكبرى".
لكن البنك الدولي نبه إلى أن الاقتصاد العالمي في وضع أفضل مما كان عليه قبل عام حيث تراجعت مخاطر حدوث ركود عالمي موضحا أن "الإصلاحات الرامية إلى تعزيز الاستثمارات وتدعيم سياسات المالية العامة يمكن أن تساعد على تغيير الأوضاع".
وتوقع تقرير البنك "ألا يتجاوز نمو التجارة العالمية في عام 2024 نصف المتوسط في السنوات العشر التي سبقت جائحة (كورونا) كما أنه من المرجح أن تظل تكاليف الاقتراض بالنسبة للاقتصادات النامية مرتفعة وخاصة تلك التي تعاني من ضعف التصنيف الائتماني وذلك مع بقاء أسعار الفائدة العالمية عند أعلى مستوياتها على مدى 40 سنة بعد استبعاد أثر التضخم".
ومن المتوقع تباطؤ النمو العالمي للعام الثالث على التوالي من 6ر2 بالمئة في العام الماضي إلى 4ر2 بالمئة في عام 2024 أي أقل بنحو ثلاثة أرباع نقطة مئوية عن المتوسط السائد في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
وعلى مستوى الاقتصادات المتقدمة أشار التقرير الى أنه من المتوقع أن يتباطأ معدل النمو إلى 2ر1 بالمئة هذا العام انخفاضا من 5ر1 بالمئة في 2023.
وقال رئيس الخبراء الاقتصاديين بمجموعة البنك الدولي والنائب الأول للرئيس إندرميت جيل تعليقا على هذا التقرير إنه "ما لم يحدث تصحيح رئيسي للمسار فستكون السنوات العشر من 2020 إلى 2030 عقدا من الفرص الضائعة، وسيظل النمو ضعيفا على المدى القريب، وسيؤدي ذلك إلى حدوث ارتباك في العديد من الدول النامية".
وأضاف في تصريح تضمنه البيان أن الحالة التي يشهدها الاقتصاد "ستعرقل إحراز تقدم في سبيل الوفاء بالعديد من الأولويات العالمية الا أنه لا تزال هناك فرص لتغيير الوضع".
ويقدم تقرير البنك الدولي أول تحليل عالمي لما يتطلبه تحقيق طفرة استثمارية مستدامة بناء على تجارب 35 اقتصادا متقدما و69 اقتصادا ناميا على مدى السبعين عاما الماضية. (النهاية)
ع س ج / ر ج
