قال أوخيا كوينتانا محقق الأمم المتحدة حول كوريا الشمالية إنها في عزلة أكثر من أي وقت مضى عن المجتمع الدولي، نتيجةً لخطواتها الصارمة لمنع فيروس كورونا.
وقال كوينتانا للجنة الأممية المعنية بحقوق الإنسان إن تمزق العلاقات بين كوريا الشمالية وبقية دول العالم له "تأثير كبير على حقوق الإنسان للناس في داخل البلاد".
وأوضح أن الكوريين الشماليين يواجهون نقصاً في الغذاء وانهياراً في سبل عيشهم، مشيراً إلى أن المواطنين الأكثر ضعفاً من الأطفال وكبار السن معرضون لخطر المجاعة. وأضاف أنه أيضاً "قلق فعلاً" بشأن مدى انتشار الجوع في معسكرات الاعتقال السياسي.
وأغلقت كوريا الشمالية حدودها لمنع الجائحة، وهو إجراء قال كوينتانا إنه سيكون له "تأثير مدمر" على حق الشعب في الصحة لأن البنية التحتية الصحية في البلاد تعاني من قلة الاستثمار ونقص شديد في اللوازم.
وأضاف: "قيل إن الخطوات القاسية التي اتخذتها حكومة كوريا الشمالية لمنع دخول كوفيد-19 تشمل سياسة إطلاق النار على الأفراد الذين يحاولون دخول البلاد أو مغادرتها".
وقال أيضاً إن الزعيم الكوري الشمالي، كيم يونغ أون، قد أدرك الوضع الغذائي "الكئيب" ويستثمر في الجهود المبذولة لمنع المجاعة في البلاد.
في سياق آخر، اتهمت كوريا الشمالية السبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بإثارة التوترات العسكرية مع الصين من خلال دعمها "المتهور" لتايوان، وقالت إن الوجود العسكري الأميركي المتزايد في المنطقة يشكل تهديداً محتملاً لكوريا الشمالية.
وفي تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الرسمية، انتقد نائب وزير خارجية كوريا الشمالية، باك ميونغ هو، الولايات المتحدة لإرسالها سفناً حربيةً عبر مضيق تايوان وتزويد تايوان بأنظمة أسلحة متطورة وإجراءها تدريبات عسكرية هناك.
واعتبر أن "التدخل غير الحكيم" من جانب الولايات المتحدة في القضايا المتعلقة بتايوان، والذي تعتبره بيونغ يانغ شأناً داخلياً صينياً بالكامل، يهدد بإحداث "وضع حساس في شبه الجزيرة الكورية".
وقال باك: "إنها حقيقة معروفة أن القوات الأميركية وقواعدها العسكرية في (كوريا الجنوبية) تُستخدم للضغط على الصين وأن القوات الضخمة للولايات المتحدة والدول التابعة لها، والتي تتمركز بالقرب من تايوان، يمكنها القيام بعملية عسكرية تستهدف كوريا الشمالية".
جاء بيان باك بعد يوم من تصريح الرئيس جو بايدن في فعالية لشبكة "سي. إن. إن" بأن الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن تايوان إذا تعرضت لهجوم من الصين.
وبالرغم من أن ذلك يبدو تخلياً عن موقف واشنطن الذي طالما تمسكت به وهو الحفاظ على "الغموض الاستراتيجي" بشأن ما إذا كانت ستتدخل إذا هاجمت الصين تايوان، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن بايدن ليس لديه نية لإجراء تغيير في السياسة الأميركية.
وتنتقد كوريا الشمالية بشكل متزايد الدور الأمني الأوسع للولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وسط المنافسة الشديدة مع الصين، الحليف الرئيسي لبيونغ يانغ وشريان الحياة الاقتصادي.
في وقت سابق الشهر الماضي، هددت كوريا الشمالية باتخاذ إجراءات مضادة غير محددة في أعقاب قرار إدارة بايدن تزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية.