تعقد مجموعة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، وحلفائها "أوبك بلس"، اجتماعا اليوم الخميس، على المستوى الوزاري، لمناقشة سياسة الإنتاج الفترة المقبلة.
وترك الصمت المطبق حول القرار المتوقع سوق النقط في حالة تخمين. ففي الوقت الذي كانت تتزايد التوقعات، بأن يتم السماح بعودة 1.5 مليون برميل إلى الأسواق خلال هذا الاجتماع، قالت مصادر أمس إن تمديد خفض الإنتاج ضمن الخيارات المطروحة.
وأمس، انتهى اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة المنبثقة عن أوبك بلس، دون توصية بخصوص سياسة الإنتاج.
يأتي ذلك بعد تصريحات مصادر بأن المجموعة تدرس تمديد تخفيضات إنتاج النفط من مارس إلى أبريل بدلا من زيادة الإنتاج بسبب هشاشة أسواق الخام وتعافي الاقتصاد العالمي.
وأضافت المصادر أن أوبك+ تضع تمديد خفض إنتاج النفط ضمن خيارات أخرى في اجتماع اليوم.
وبينما كانت الأوضاع في الولايات المتحدة تطمئن بأن وضع السوق النفطية تسمح بعودة الإنتاج، إلا أن بيانات ظهرت أول من أمس الثلاثاء تشير إلى أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة سجلت زيادة حادة غير متوقعة الأسبوع الماضي.
وزادت مخزونات الخام بمقدار 7.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 26 فبراير شباط بينما كان محللون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا انخفاضا قدره 928 ألف برميل.
كانت التوقعات السائدة مطلع الأسبوع الجاري تشير إلى أن أوبك بلس ستتجه إلى خفيف القيود على الإمدادات وإنتاج المزيد من النفط من الشهر المقبل، في ظل تعافي الاقتصادات من أزمة فيروس كورونا.
وكانت تظهر أيضا أنه قد يتم السماح بعودة ما يصل إلى مليون ونصف المليون برميل يوميا من النفط إلى الأسواق عبر وقف الخفض الطوعي، الذي قدمته السعودية في فبراير ومارس وزيادة الإنتاج بخمسمئة ألف برميل يوميا.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إنه مقتنع ببواعث القلق حيال المخاطر والضبابية في أسواق النفط العالمية، لكنه أضاف أن الوضع يتحسن.
وأضاف نوفاك في حديثه أمس: "تساورني بلا ريب بواعث القلق نفسها التي سمعناها اليوم.. حيال الكثير من أوجه الضبابية والمخاطر، وبخصوص الإغلاقات".
وتابع: "لكن، إذا فحصنا الوضع، فهو أفضل حالا عنه قبل عام، أفضل مما كان خلال الخريف."
وتصر روسيا على رفع الإنتاج لتفادي ارتفاع الأسعار من جديد بما يدعم إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة.
لكن موسكو أخفقت في فبراير شباط في أن ترفع الإنتاج رغم حصولها على الضوء الأخضر لذلك من أوبك+، إذ أثر طقس شتوي قارس على إنتاج الحقول المتقادمة.
وذكر جيه.بي مورجان، نقلا عن دينيس دريوشكين ممثل روسيا في اللجنة الفنية بأوبك+، أن روسيا ترى مبررا لرفع الإنتاج لأن سوق النفط تشهد عجزا يبلغ 500 ألف برميل يوميا.
وقال مصدر مطلع على طريقة التفكير الروسية، إن موسكو ترغب في زيادة إنتاجها 0.125 مليون برميل يوميا اعتبارا من أبريل نيسان.
وقال العضو المنتدب لشركة منار للطاقة، جعفر الطائي، إن السوق يستوعب زيادة الإنتاج بمقدار مليون و500 ألف برميل إلى مليوني برميل خلال العام الجاري.
وأضاف في تصريحات للعربية، أن بعض الأعضاء يرون أن هناك تحفظا على تعافي الطلب، وإذا تأخر زيادة الإنتاج للشهر الثالث فإن هذا سيكون اختبار للسوق.
وأوضح أن أساسيات السوق تستوعب زيادة الإنتاج خلال العام الجاري.
وعلى صعيد آخر، قال الخبير بشؤون النفط، الدكتور فهد بن جمعة، إن الطلب على النفط قد يتحسن لكنه سيكون متباطئا، خاصة وأن الأسعار بدأت تتناقص، لأن هناك سيناريو بمحافظة أوبك+ على مستوى التخفيض، أو زيادة الإنتاج، وكل ذلك يؤدي إلى تقلبات الأسعار.
وأشار إلى أن زيادة الإنتاج بكمية بسيطة ليكون السعر في حدود 55 دولارا للبرميل سيكون مناسباً لدول أوبك+، والمستهلكين.
وأوضح أن زيادة الإنتاج بـ 500 ألف برميل سيكون تأثيره محدود على الأسواق في ظل انخفاض الانتاج الأميركي.
وقال محللون من آي.إن.جي وإم.يو.إف.جي ومن إس.إي.بي اليوم الخميس إن السوق قد تستوعب بسهولة زيادة في الإنتاج بين مليون ومليون ونصف برميل يوميا اعتبارا من الشهر المقبل حتى أنها قد تحتاج إلى المزيد في النصف الثاني من 2021 عندما يتعزز تعافي الاقتصاد من تبعات الجائحة.
وخفضت أوبك+ الإنتاج بمقدار قياسي العام الماضي بلغ 9.7 مليون برميل يوميا مع انهيار الطلب بسبب الجائحة. وحتى مارس آذار، ما
زالت أوبك+ تخفض الإنتاج بمقدار 7.125 مليون برميل يوميا بما يشكل نحو 7% من الطلب العالمي. وبإضافة الخفض السعودي الطوعي، يصبح إجمالي الخفض 8.125 مليون برميل يوميا.
وفيما يلي أبرز تصريحات المسؤولين بشأن النفط:
الطلب على النفط يشهد ارتفاعا قويا من قبل الصين وشرق آسيا رغم تفشي جائحة كورونا وتوزيع اللقاحات في الغرب يدعو للتفاؤل.
الطلب على النفط قوي وسيرتفع بحلول نهاية هذا العام إلى ما فوق المستويات التي كانت سائدة قبل كورونا.
النفط والغاز سيظلان مصدرا أساسيا للطاقة خصوصا في الأجل القريب.
لا نعتقد أن ذروة النفط قريبة ونتوقع أن الطلب على النفط سيرتفع على مدى السنوات العشر القادمة.
الطلب على وقود الطائرات سيعود إلى المستويات الطبيعية بالنصف الثاني من 2021.
في 2050 سيكون استخدام النفط قائما.