في حين يستمر تفشي فيروس كورونا في معظم دول العالم، مازالت مخاوف الناس تتزايد من التعامل مع طرود التوصيل التي باتت العنوان الأبرز في حياتنا هذه الأيام مع التشديد على أهمية البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة، فبات الكثيرون يلجأون للطلبات عبر شبكة الإنترنت ليصل المندوب إلى باب المنزل مع الكثير من التساؤلات حول هل تنقل الكراتين والورق المقوى والبلاستيك والأشياء الصلبة الفيروس "الغامض"، الذي طال أكثر من 6 ملايين شخص حول العالم، وأودى بحياة أكثر من 375 ألف شخص.
ففي كوريا الجنوبية، أثار انتشار مرض كوفيد 19 في مركز توريد تديره إحدى أكبر شركات البيع عن طريق الإنترنت المخاوف من احتمال انتقال العدوى بفيروس كورونا المسبب للمرض عن طريق توصيل الطلبات للمنازل وفق ما نقلته "رويترز".
وأصيب أكثر من 117 حالة بكوفيد-19 في المركز الواقع قرب العاصمة سول والمملوك لشركة كوبانج العملاقة للتجارة الإلكترونية، لكن لم يكن لأي من هذه الحالات صلة بتسليم طلبات، في حين قلل مسؤولو الصحة في كوريا الجنوبية من احتمال الإصابة عن طريق الطرود واللفائف المنقولة..
ورغم أن احتمال انتقال العدوى عن طريق لمس أسطح صناديق أو لفافات ينقلها عامل توصيل مصاب أمر مثير للقلق، قالت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن انتقال العدوى بهذه الطريقة غير مرجح.
في حين، أكد كيم جانج-ليب، نائب وزير الصحة، في إفادة صحافية "ليست هناك حالات سابقة على مستوى العالم حتى الآن انتقلت فيها العدوى من طرود يجري توصيلها". لكن السلطات الصحية وخبراء الأمراض المعدية لم يستبعدوا احتمال انتقال العدوى إذا لمس الشخص عينيه أو أنفه أو فمه بعد لمس العبوة الملوثة.
بالمقابل، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أبحاث معملية أظهرت أن فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19 يمكن أن يبقى على أسطح من الورق المقوى لمدة 24 ساعة وعلى الأسطح البلاستيكية والصلب مدة 72 ساعة.
وقال كيم وو-جو أستاذ الأمراض المعدية بمستشفى جورو التابع لجامعة كوريا الجنوبية إن الفيروس يمكن أن يبقي كذلك على أسطح مواد التغليف.
كما أضاف "الفيروس يبقى لما يصل إلى 24 ساعة على الورق المقوى وأكثر من ثلاثة أيام على الأسطح الصلبة مثل المعادن. ليست هناك بعد أبحاث تتعلق بشرائح التغليف ذات الفقاعات، لكنها قد تكون في منطقة وسط بين الورق المقوى والصلب".
هذا وتشتهر العديد من العلامات التجارية للبيع عن طريق الإنترنت في كوريا الجنوبية تشتهر بالتوصيل السريع خلال أقل من 24 ساعة. وتقدم الشركتان كوبانج وماركت كيرلي اللتان سجلتا حالات إصابة في مراكز توريد خدمة التوصيل السريع لمواد البقالة.
ويقول بعض الخبراء إن هذا قد يزيد من انتقال العدوى لأن العبوات لا تبقى لفترة طويلة. وكشف شين هيونج-شيك رئيس جمعية زونوسيز الكورية الرائدة في مجال الأمراض المعدية "يجب أن نأخذ في الاعتبار درجة حرارة ورطوبة العبوة، لكن هناك احتمال انتقال العدوى أثناء تغليفها في الليل".
لكن كي مو-ران أستاذة مكافحة السرطان وصحة السكان في المركز الوطني للسرطان قالت إن تلويث عبوة ليس بهذه السهولة والناس في أمان طالما يواظبون على غسل الأيدي.
وأضافت "كمية فيروسات ضئيلة لن تكون بتلك الخطورة... مقابض دورة مياه عامة ربما تكون أشد خطرا".
إلى ذلك، شددت على وجود غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون بعد لمس أي سطح كان.
