يواصل فيروس كورونا المستجد تسلله للطواقم الطبية في مصر، في ظل أزمة محتدمة بين وزارة الصحة ونقابة الأطباء، حيث تتهم النقابة الوزارة بتجاهل مطالباتها بتوفير الحماية الكاملة للأطقم الطبية، سواء في المستشفيات التابعة للوزارة أو في تلك التابعة لوزارة التعليم العالي.
وفي هذا السياق، تقرر إغلاق "قسم الأعصاب" في "مبنى الباطنة الخاصة" في مستشفى جامعة المنصورة (شمال مصر)، وعزل كل من بداخله بعد اكتشاف 9 إصابات بفيروس كورونا.
وقرر الدكتور أشرف عبدالباسط رئيس جامعة المنصورة، اليوم الثلاثاء، إغلاق "مبنى الباطنة الخاصة" في المستشفى، والذي يضم 5 أقسام تشمل الأعصاب والصدر والجلدية والعزل، مع عزل جميع الأطقم الطبية بداخله.
وتبين أن العدوى انتقلت من إحدى المريضات التي وصلت إلى قسم الأعصاب يوم الأربعاء الماضي، والتي كانت تعاني من ارتفاع بدرجة الحرارة. وبعدما تم التعامل معها، تبين أنها مصابة بفيروس كورونا، فتم نقلها لمستشفى العزل. وبفحص المخالطين للمريضة، تم اكتشاف 9 إصابات بكورونا داخل القسم، وهم 3 من المرضى و6 من الطواقم الطبية.
وإثر الإعلان عن هذه الإصابات، تجمهر عدد كبير من الممرضات اللواتي رفضن العمل لحين إخضاعهن للفحوصات الخاصة بكورونا، خاصة بعد تأكيد إصابة زميلة لهن خالطت المريضة المصابة.
يأتي هذا في الوقت الذي لا تزال فيه الأزمة محتدمة بين نقابة الأطباء ووزارة الصحة بسبب ما تعتبره النقابة "تجاهلا" من قبل الوزارة لمطالباتها بتوحيد لائحة التعامل في مواجهة كورونا بين كافة المستشفيات في مصر، وبتوفير الحماية الكاملة للطواقم الطبية.
وقال إيهاب الطاهر أمين عام النقابة في حديث مع "العربية.نت" إن عدد المصابين بكورونا من الأطباء بلغ حتى الآن 75 طبيباً، بالإضافة لإصابة أعداد من العاملين الصحيين الآخرين، معتبراً أن هذا الأمر سببه "رفض وزارة الصحة توفير الحماية الكاملة والوقائية للأطباء، وعدم توحيد لوائح المستشفيات في ظل المواجهة الحالية للوباء".
يذكر أن فيروس كورونا أصاب أطباء في مستشفيات جامعات القاهرة وعين شمس والمنصورة، كما تسلل لمعهد القلب ومعهد الأورام ولمستشفيات الزيتون وأسوان وقنا والصدر بدكرنس بالدقهلية. وكذلك وصل الفيروس لمستشفيات جامعة بنها التي شهدت إصابة 16 من الأطباء وإضراب عدد كبير من الممرضات عن العمل.
من جهته، تقدم النائب هيثم الحريري ببيان عاجل للبرلمان طالب فيه بضرورة توفير الحماية الكاملة للأطباء وللطواقم الطبية، وبسرعة فحصهم وبشكلٍ دوري، خاصة أن مصر والمصريين في حاجة ماسة لجهودهم في ظل تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا.
يذكر أن وزارة الصحة المصرية كانت قد أعلنت، الاثنين، عن تسجيل 248 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، جميعها تعود لمصريين، و20 حالة وفاة.
وذكرت أن إجمالي المصابين بفيروس كورونا في البلاد حتى الاثنين بلغ 4782، شفي منهم 1236 وخرجوا من مستشفيات العزل والحجر الصحي، بينما توفي منهم 337 حالة.