تزامن الإعلان عن تفشي فيروس كورونا حول العالم مع إقبال غير مسبوق على سوق الكمامات، الأمر الذي رفع أسعارها بصورة مبالغ فيها، ورغم أن مصر لم تسجل سوى حالتين أصيبتا بالفيروس منذ بدء انتشاره، إلا أن الإقبال على شراء الكمامات شهد ارتفاعاً بلغ 80% خلال أقل من شهر، كإجراء احتياطي قام به الكثير من المصريين، خوفاً من تفشي فيروس كورونا المُستجد.
ومع الإقبال الشديد على شراء الكمامات تحسباً من انتقال الفيروس إلى الشارع المصري، ارتفعت الأسعار بحسب تجار لـ"العربية.نت" بنسب بلغت 90%.
وأكد التجار أن الإقبال المرتفع لم يقتصر على شراء الكمامات وحدها بل امتد للمطهرات، وكافة الأدوات الوقائية التي يرون أهميتها لمواجهة فيروس كورونا.
وخلال جولة لـ"العربية.نت"في شارع القصر العيني الذي يضم مُعظم شركات المستلزمات الطبية، لمعرفة أسعار الكمامات والأنواع الأكثر رواجاً، أشار محمد عثمان، أحد تجار هذه المستلزمات إلى أن الكمامات شهدت ارتفاعاً في الأسعار لم تشهده من قبل خلال شهر واحد فقط، بسبب الذعر من انتقال فيروس كورونا إلى الشارع المصري.
وأضاف أن الإقبال لا يقتصر فقط على المصريين بل تتردد العديد من الجنسيات الآسيوية والأميركية والأوروبية على شراء كميات كبيرة من الكمامات قبل سفرهم خشية أن يكون هناك نقص في هذه المنتجات في بلادهم، والتي تعاني من انتشار فيروس كورونا.
وأوضح أن الصين كانت من أكبر الموردين للكمامات على مستوى العالم قبل أن ينطلق الفيروس من أراضيها، ولذلك لجأت العديد من الدول الآسيوية بشكل خاص إلى الاستيراد من المصانع المصرية.
وقال محمد عثمان إن هناك 3 أنواع من الكمامات تمثل الأكثر رواجاً الآن في السوق المصرية، أقلها سعراً كمامة من القماش بروابط جانبية وثقوب صغيرة للتنفس، وتحتوي على طبقتين أو ثلاث طبقات من القماش منها المصري والمستورد، وهي الأكثر رواجاً نظراً لسعرها، لكن فعاليتها محدودة، بالإضافة إلى أن استخدامها يقتصر على يوم واحد لأقصى حد، ووصل سعر العلبة الواحدة إلى أكثر من 250 جنيه، بعدما كانت تباع بـ12 جنيها منذ أقل من 3 أشهر، وأكد البائع أن سعر العلبة للتجار يزيد بشكل يومي.
أوضح عثمان أن هناك نوعا آخر من الكمامات الأعلى جودة والتي تحتوي على فلتر داخلي وخارجي صناعة أميركية محكم الحماية، والتي وصل سعرها إلى 1200 جنيه للعلبة الواحدة التي تحتوي على 20 كمامة فقط وهي تستخدم بشكل أكبر في المستشفيات والعيادات وذلك لجودتها العالية، بعد أن كان سعر العلبة الواحدة لا يتخطى 200 جنيه، أي بنحو 500%، لذلك يلجأ المواطنون لشراء الكمامات بالقطعة الواحدة التي يتراوح سعرها من 5 جنيهات إلى 20 جنيها للكمامة الواحدة.
وقال مصطفى السيد، أحد تجار الأدوات الطبية أن المستشفيات الخاصة والحكومية، والشركات السياحية وشركات الطيران والعيادات الطبية والتجميلية هم الأكثر إقبالاً على الكمامات، بالإضافة أولياء أمور طلاب المدارس الخاصة التي ألزمت الطلاب بإحضار كمامات يومياً أثناء اليوم الدراسي والبعض منها يشترط مواصفات محددة للكمامة.
وأكد أن سوق الكمامات لم يشهد مثل هذا الانتعاش منذ أكثر من 4 سنوات، خاصة مع توقف البضائع المستوردة مما ساهم في إنعاش التصنيع المحلي للكمامات المصرية التي تصدر لكافة الدول في الوقت الحالي.
ومن جهتها صرحت شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن أسعار الكمامات شهدت ارتفاعاً لم تشهده من قبل، خاصة الكمامة التي تحمي من دخول الأتربة إلى الجهاز التنفسي، والكمامة التي تمنع دخول الفيروسات إلى الجهاز التنفسي التي ارتفعت بنسبة 90% من سعرها السابق، حيث تباع الكمامة الواحدة بأكثر من 22 جنيها، بعد أن كان سعرها لا يتعدى 10 جنيهات، فيما أكدت شعبة الأدوية أن مصر لديها مخزون كافٍ في السوق المحلي.
