وسع نادي ليفربول الفارق بينه وبين أقرب منافسيه إلى 13 نقطة مستغلاً بذلك جولة "البوكسنغ دي" الشهيرة لصالحه والتي تلعب دوراً مؤثراً في تغيير شكل جدول ترتيب الدوري الإنجليزي.
واستطاع ليفربول هزيمة ليستر سيتي، صاحب المركز الثاني، برباعية نظيفة يوم الجمعة، ليوسع الفارق إلى 13 نقطة، كما تعثر مانشستر سيتي، المنافس الدائم لليفربول بخسارته أمام وولفرهامبتون بثلاثة أهداف لاثنين.
واعتاد الإنجليز إقامة مباريات كرة القدم خلال وقت الأعياد على عكس نظرائهم الأوروبيين، إذ تقام جولة سنوية تسمى بوكسنغ دي، تلعب فيها كل الأندية على مدار 24 ساعة، قبل أن تتنافس الفرق في جولتين قادمتين بأقل من أسبوع.
ويعود تسمية الجولة "بوكسنغ دي" كونها تأتي بعد احتفالهم بأعياد الميلاد بليلة واحدة، والتي يتم فيها توزيع الهدايا للأطفال والعمال وغيرهم وتأتي متزامنة مع 3 جولات تلعب في الدوري الإنجليزي بين 26 من ديسمبر الجاري والثالث من يناير المقبل.
وتعيش الأندية نوعان من المشاعر خلال هذه الفترة، إذ تخشى الفرق في أعلى الترتيب من التعثر بسبب تراكم المباريات، فيما تسعى الأخرى في استغلال التعثرات المحتملة والرقي إلى مراكز أفضل.
وتعد أندية ويست بروميتش ألبيون ونيوكاسل يونايتد من الأندية التي شهدت تغيراً جذرياً في الترتيب بسبب هذه الفترة، فالأول كان على وشك السقوط إلى الدرجة الأولى الإنجليزية منتصف موسم 2004 - 2005 قبل أن يتفادى الهبوط لاحقا، فيما أهدر نيوكاسل يونايتد فرصة تتويج ثمينة بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز عندما وصل أواخر ديسمبر من موسم 1995-1996 وهو متصدر بفارق 10 نقاط قبل أن يتوج مانشستر يونايتد بالبطولة ويحتل رفقاء جينولا وليس فرديناند المركز الثاني.
وفي المواسم الست الأخيرة من الدوري الإنجليزي الممتاز، استطاع على الأقل فريق واحد من الثلاثي الأخير في جدول الترتيب خلال "البوكسنغ داي" ضمان البقاء بعد انتهاء المنافسة، كما تغير ترتيب المتأهلين إلى البطولات الأوروبية بين ديسمبر ومايو، فيما لم يستطع "بطل الشتاء" خسارة اللقب سوى مرتين بين 2013 و2019.
ففي أواخر ديسمبر من موسم 2013 - 2014 تقاسم ليفربول وأرسنال صدارة الدوري الإنجليزي، قبل أن يحقق مانشستر سيتي بطولته الدورية الثانية أواخر الموسم نفسه واضعًا ليفربول في المركز الثاني. وواصل "الريدز" محاولات الظفر بالبطولة في الموسم الماضي، حيث دخل فترة البوكسنغ دي متصدرا بفارق 4 نقاط عن سيتي، الذي توج بالدوري في نهاية المطاف.
وفي موسم 2014 - 2015 كان وست هام في المركز الرابع خلال فترة البوكسنغ دي، إلا أن أرسنال خطفه منه في نهاية الأمر. وهي الحال نفسها بالنسبة للنادي الملقب بالمدفعجية، والذي كان يحتل المركز الرابع منتصف موسم 2016 - 2017 ليحل محلّه جاره توتنهام، الذي خطف بدوره المركز نفسه في الموسم اللاحق من جاره الآخر تشيلسي، بعدما كان الأخير ضامناً للمركز الرابع في فترة البوكسنغ دي.
وتعد أبرز التغيرات بين منتصف الدوري ونهايته، التي تحدث بين المصارعين على البقاء، إذ لم يسبق للثلاثي المتذيل في منتصف الموسم البقاء كما هو حتى نهايته، في المواسم الخمس الأخيرة.
في موسم 2013 - 2014 كان ناديا سندرلاند وكريستال بالاس يصارعان البقاء في منتصف الدوري، قبل أن ينجحا في ضمان البقاء نهاية الموسم، ليكون نادي "القطط السوداء" في المركز الرابع عشر وكريستال بالاس في المركز الحادي عشر.
وفي الموسم الذي تلاه، ليستر مشى على خطى ويست بروميتش وسندرلاند متفاديا الهروب المحتم، قبل أن ينجو سوانزي وسندرلاند من هبوط آخر في موسم 2015 - 2016، ليستبدلها مكانيهما بنوريتش سيتي ونيوكاسل. وفي موسم 2016 - 2017 تفادى سوانزي الهبوط رغم وجوده ضمن الثلاثي المتأخر منتصف الموسم، ليفعلها بورنموث في الموسم قبل الماضي والذي أنهى البطولة في المركز الثاني عشر. وفي الموسم الماضي، كان بيرنلي في المركز الثامن عشر بجانب هدرسفيلد وفولهام، إلا أنه نجا من الهبوط منهيًا المنافسة في المركز الخامس عشر ويهبط كارديف سيتي بدلاً منه.
