واشنطن - 17 - 10 (كونا) -- خلصت لجنة التحقيق المستقلة في المحاولة الأولى لاغتيال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري الحالي دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي بولاية (بنسلفانيا) في يوليو الماضي اليوم الخميس إلى أن جهاز الخدمة السرية الأمريكي لا يؤدي مهامه بالمستوى اللازم وبحاجة "لإصلاح جذري" و"تجديد القيادة."
وقالت اللجنة المكونة من أربعة خبراء مستقلين في تقرير مؤلف من 52 صفحة وجهته لوزير الأمن الداخلي اليخاندرو مايوركاس إن جهاز الخدمة السرية "لا يقدم حاليا الأداء النخبوي الذي تتطلبه مهمته الحاسمة."
وأفادت بأن الجهاز "أصبح بيروقراطيا وجامدا على الرغم من تضاعف المخاطر وتطور التكنولوجيا."
وكشف التقرير عن "العديد من الأخطاء التي أدت إلى أحداث الثالث عشر من يوليو في (بتلر) بولاية (بنسلفانيا)" بالإشارة إلى محاولة اغتيال ترامب الأولى.
كما فند "قضايا أعمق متعلقة بنظم عمل الجهاز لابد من معالجتها على وجه السرعة."
وخلص إلى أن جهاز الخدمة السرية "يحتاج إلى إصلاح جذري للقيام بمهمته".
وحذر التقرير من أنه في حال عدم إجراء الإصلاح الموصى به فإن حادثة (بتلر) "يمكن أن تتكرر" مشددا على ان تكرارها ليس مجرد احتمال بل أنها "ستحدث مرة أخرى".
وأشارت اللجنة في مقدمة تقريرها إلى أنه يتضمن "تفاصيل النتائج التي توصلت إليها اللجنة فيما يتعلق بحادثة (بتلر) والإصلاحات التي تعتقد اللجنة أنها ضرورية".
وحثت مايوركاس والبيت الأبيض والكونغرس على "ضمان تنفيذها".
ونوهت اللجنة في تقريرها بأن العديد من عناصر الجهاز المكلفين بأمن ترامب خلال التجمع الانتخابي الذي أقيم في (بتلر) "لم يفعلوا الكثير فيما يتعلق بتحديد مجالات الأخطاء أو الإغفالات أو فرص التحسين."
واعتبر التقرير حادثة محاولة الاغتيال "فشلا أمنيا تاريخيا من جانب الخدمة السرية والذي كاد أن يؤدي إلى قتل رئيس سابق ومرشح حالي وأدى بالفعل إلى قتل أحد الحاضرين في التجمع".
كما وجد أن هناك "افتقارا مقلقا للتفكير النقدي" من جانب عناصر الخدمة السرية "قبل وأثناء وبعد" محاولة الاغتيال.
وعلى سبيل المثال قالت اللجنة إن عناصر الجهاز كانوا قد "اطلعوا على معلومات استخباراتية مهمة تتعلق بتهديد بعيد المدى من قبل جهة فاعلة أجنبية ضد الرئيس السابق ترامب لكنهم فشلوا في ضمان تأمين المبنى (الذي كان منفذ الهجوم متواجدا فيه) على الرغم من قربه من منصة التجمع."
وأبرزت أن حالات أخرى كشفت عن "افتقار مفاجئ إلى الدقة في النظر في المخاطر المحددة التي يتعرض لها الأفراد المحميون".
وقالت إن العديد من القضايا التي حددتها اللجنة في جميع أنحاء هذا التقرير وخاصة فيما يتعلق بـ"مخاوف اللجنة الأعمق" يمكن أن تعزى في النهاية "بشكل مباشر أو غير مباشر إلى ثقافة الجهاز" مشددة على أن "تجديد القيادة وإضافة وجهات نظر جديدة سيساهم في حل الجهاز لهذه القضايا".
وتضم اللجنة المستقلة وزيرة الأمن الداخلي السابقة جانيت نابوليتانو ونائب المدعي العام السابق مارك فيليب ورئيس شرطة ولاية (ماريلاند) السابق ديفيد ميتشل ونائب مستشار الأمن القومي السابق فران تاونسند.
وتعرض الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب لمحاولتي اغتيال في غضون شهرين كانت أولاهما في 13 يوليو الماضي عندما تعرض لاطلاق نار بينما كان يهم بإلقاء كلمة أمام مناصريه خلال تجمع انتخابي في ولاية (بنسلفانيا) أصيب على اثره بجرح سطحي في أذنه قبل أن يتم تحييد منفذ العملية الذي قتل بنيران عناصر جهاز الخدمة السرية.
وجرت المحاولة الثانية في منتصف سبتمبر بولاية (فلوريدا) غير أن المسلح تم رصده قبل تنفيذ العملية على تخوم ملعب الغولف الخاص بترامب وعثر معه على بندقية من طراز (آيه كيه 47) مع منظار بالإضافة إلى كاميرة فيديو من نوع (غوبرو). (النهاية)
ر س ر / ف ا س