في حين تشهد الجزائر موجة حارة، ويتوقع ارتفاع درجات الحرارة لتصل إلى 46 درجة مئوية اليوم الأربعاء، اجتاحت الحرائق 17 ولاية جزائرية، ليتم تسجيل أكثر من 100 حريق، وفق ما أعلنته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، مساء الثلاثاء.
وأظهرت مقاطع فيديو صور مروعة لاشتعال النيران، ومحاولة الأهالي إطفاءها، فيما حاصرت ألسنة اللهب أهالي قرية في ولاية "تيزي وزو".
واستخدم السكان أفرع الشجر لمحاولة إخماد الحرائق أو إلقاء مياه في محاولة يائسة للإطفاء.
وكان رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبدالرحمن أعلن مساء أمس، مقتل 25 عسكريا، على الأقل، و17 مدنيا في حرائق غابات شرق العاصمة. وأصيب عدد آخر من الجنود أثناء مكافحة الحرائق التي اندلعت في الأحراش بمنطقة القبائل.
وقال شهود إن عدة منازل احترقت بينما فرت الأسر إلى فنادق وبيوت للشباب ومدن جامعية، وأضافوا أن أطقم الإطفاء واجهت صعوبة في الرؤية بسبب الدخان الكثيف.
من جانبه، كشف وزير الداخلية كمال بلجود عن "أياد إجرامية" تقف وراء الحرائق في البلاد. وأضاف لدى زيارته لولاية تيزى وزو، إن "اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات السبعة، ومصالح الأمن ستباشر التحقيقات اللازمة.
جاء ذلك، فيما تسببت حرائق في دمار كبير بالعديد من بلدان منطقة حوض البحر المتوسط خلال الأيام الماضية، إذ اندلعت حرائق ضخمة في تركيا واليونان ولبنان وقبرص.
ويؤدي التغير المناخي إلى تزايد مخاطر ارتفاع درجات الحرارة ومعدلات الجفاف، مما يساعد في اندلاع وانتشار النيران في الغابات والأحراش الجافة.
وارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.2 درجة مئوية منذ بدء الحقبة الصناعية، ومن المتوقع استمرار ارتفاع درجات الحرارة ما لم تتخذ الحكومات إجراءات لتخفيض الانبعاثات الكربونية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أورد تقرير علمي للأمم المتحدة أن النشاط البشري يغير المناخ بطرق غير مسبوقة وأحيانا لا رجعة فيها.
وحذرت الدراسة المهمة من موجات الحر الشديدة المتزايدة والجفاف والفيضانات، وارتفاع درجة الحرارة بمعدلات أكبر خلال ما يزيد عن عقد من الزمان. ولكن العلماء يقولون إنه يمكن تجنب كارثة إذا تحرك العالم بسرعة.