يعاني البعض من بشرة حساسة وظهور البثور، ما يزيد من معاناتهم لعدم معرفتهم كيفية معالجتها والتعامل معها، وأحد تلك الأعراض الزيوان الأبيض الناتج عن أكياس دهنيّة تظهر على سطح البشرة ويصعب إزالتها، فما هي أسباب ظهورها وأي وسائل تسمح بالتخلّص منها.
فالبثور البيضاء هي نوع الزيوان المغلق بخلاف الزيوان الأسود الذي يتميّز بكونه مفتوحاً، فالإفرازات الزهميّة وبقايا الخلايا الميتة التي تتجمع داخل المسام تتأكسد عند تعرّضها للهواء وتصبح سوداء اللون.
وهذه الإفرازات والشوائب نفسها تتحوّل إلى بثور بيضاء عندما تتجمّع تحت الجلد كونها لا تتأكسد بفعل اتصالها بالهواء.
وظهور هذه البثور ليس وليد الصدفة، فبعض العوامل مسؤولة عن ظهورها وزيادة حدّتها. فهي قد تنتج عن إفراط في استعمال المستحضرات التجميليّة بشكل يومي، ولذلك يُنصح بالاكتفاء باستعمال الضروري فقط من مستحضرات الماكياج واختيار مستحضرات العناية غير المسبّبة للزيوان.
كذلك، يساهم نظام الحياة غير الصحي في تعزيز ظهور هذه البثور البيضاء، كما يلعب النظام الغذائي غير المتوازن دوره في تفاقم هذه المشكلة.
وفي هذا الإطار، يُنصح بالحدّ من استهلاك الأطعمة الدسمة جداً والغنيّة بالسكر بشكل يومي على أن يتمّ تبنّي نظام غذائي متوازن ومنوّع للحفاظ على جمال البشرة.
كما يُشدّد الخبراء على أن المعاناة من حساسية على مادة اللاكتوز الموجودة في الحليب ممكن أن تسبب ظهور البثور البيضاء على البشرة.
قد يعمد البعض إلى ثقب هذه البثور بواسطة الأظافر أو أدوات حادة لتفريغ محتواها. وتعتبر هذه الخطوة خطرة كونها مسبّبة للالتهابات ويمكن أن تترك ندبات على البشرة كما تؤدي إلى انتشار البكتيريا على سطح الجلد.
وللتخلّص من هذه المشكلة، يُنصح باختيار مستحضرات تناسب نوع البشرة وحاجاتها. أما أبرزها فتلك الغنيّة بحوامض الفاكهة كونها تلعب دور مقشّر سطحي للجلد وتخفّف من تجمّع الشوائب تحته.
وقد يتسبّب الإفراط في تقشير البشرة بزيادة حدّة هذه المشكلة بدل تقديم حلول لها، ولذلك يُنصح بالاعتدال في استعمال المستحضرات المقشّرة وتطبيق الأقنعة على البشرة. هذا بالإضافة إلى استعمال مستحضرات عناية مذكور عليها أنها لاتسبّب الزيوان.
كذلك، تعتبر استشارة طبيب الجلد مفيدة في حالة المعاناة من البثور البيضاء، كونه قادر على تأمين تشخيص مناسب لحالة البشرة وتحديد مستحضرات العناية والعلاج المناسبة لها. وهو يصف في بعض الحالات الحادة أدوية يتمّ تناولها عبر الفم للتخفيف من حدّة هذه المشكلة. كما قد بلجأ في بعض الحالات إلى استئصال يدويّ لهذه البثور البيضاء في العيادة.
وتُشكّل المواظبة على تنظيف البشرة خطوة ضروريّة في هذا المجال، كونها تخلّص سطح البشرة من الإفرازات، والشوائب، والجزيئات الملوّثة، والخلايا الميتة، وآثار الماكياج التي تتراكم عليها. ويُنصح بتنظيف البشرة صباحاً ومساءً بمستحضرات ناعمة ومناسبة لطبيعتها.
إلى ذلك، يميّز خبراء العناية بالبشرة بين الزيوان الأبيض وبين "بثور الميليوم" رغم تشابهها من حيث الشكل. وتختلف هذه الأخيرة عن الزيوان الأبيض في أنها تتركّز عادةً حول العينين والأنف، وهي تكون مليئة بالكيراتين وليس بالإفرازات الزهميّة والشوائب.
في حين تنتج "بثور الميليوم" عادةً عن نقص في العناية بالبشرة وعدم تقشير الخلايا الميتة عن سطحها بالإضافة إلى الإفراط في التعرّض للشمس.
وللوقاية من هذه البثور وعلاجها، يُنصح بتبنّي روتين تجميلي دقيق يعتمد على تنظيف البشرة صباحاً ومساءً بمستحضرات مناسبة فضلاً عن تقشيرها مرة أسبوعياً بمستحضر غير مسبّب للزيوان.
أما عند تكاثر هذه البثور فتصبح استشارة طبيب الجلد ضروريّة بهدف استئصالها والحدّ من انتشارها.
ويزداد انتشار استعمال هذه الأدوات للتخلّص من الزيوان بنوعيه الأسود والأبيض، فهي تقشّر الخلايا الميتة التي تتسبّب بانسداد المسام وتشفط محتواها كما تساعد على إعادة انقباضها.
ويوصي الخبراء باختيار هذه الأدوات بنوعيّة جيّدة وبتنظيف البشرة جيداً قبل استعمالها والخضوع لحمّام بخار بهدف المساعدة في تنظيف المسام بالعمق وتسهيل إزالة الزيوان.
كما يُنصح بتطهير الأدوات المستعملة قبل وبعد استئصال الزيوان، وبالالتزام بتوقيت استعمال هذه الأدوات الذي عليه ألا يتعدّى 3 ثوانٍ على كل منطقة معالجة بهدف عدم إلحاق الضرر بالبشرة.
ويُنصح أيضاً بعدم استعمال هذه الأدوات أكثر من 4 مرات في العام وبشطف البشرة جيداً بالماء وترطيبها بعد استعمالها. ويُشدّد الخبراء على أنها غير مناسبة للبشرات الحساسة وتلك المعرّضة للإصابة بالإكزيما.