قدّمت فرنسا مساء الثلاثاء بالتنسيق مع مصر والأردن مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وغزة، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
وأوضح الإليزيه أنه خلال اجتماع بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي اللذين انضم إليهما العاهل الأردني عبدالله الثاني عبر الفيديو، "اتفقت الدول الثلاث على ثلاثة عناصر بسيطة: إطلاق (الصواريخ) يجب أن يتوقف، والوقت حان لوقف إطلاق النار، ومجلس الأمن الدولي يجب أن يتولى" الملف.
وكانت الرئاسة الفرنسية دعت مساء الثلاثاء، إلى إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب بوقف القتال بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة.
وقالت في بيان بعد محادثات بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله "وافقت الدول الثلاث بشكل عام على ثلاثة عناصر بسيطة: لا بد من وقف إطلاق الرصاص.. حان الوقت لوقف إطلاق النار.. ينبغي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تناول هذا الموضوع، وطالبنا أيضا بتصويت على قرار بشأنه".
كما أضاف البيان دون الخوض في تفاصيل أن الدول الثلاث اتفقت كذلك على تدشين مبادرة إنسانية للمدنيين في غزة بالاشتراك مع الأمم المتحدة.
إلى ذلك، عقد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء جلسة جديدة حول النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني هي الرابعة في ثمانية أيام، من دون التوصّل لإصدار بيان مشترك، في ظل إصرار واشنطن على أن النص لن يؤدي إلى احتواء التصعيد، وفق دبلوماسيين.
وأفاد دبلوماسي وكالة فرانس برس أن السفيرة الأميركية ليندا توماس-غرينفيلد قالت خلال الجلسة المغلقة "لا نعتقد أن بيانا علنيا سيسهم في الوقت الراهن في احتواء التصعيد".
وبحسب مصادر دبلوماسية عدة، لم تعرض الصين وتونس والنروج، الدول الثلاث التي أعدت مشروع البيان الجديد والتي تبذل منذ أكثر من أسبوع جهودا للتعبئة الأممية ولانعقاد مجلس الأمن، النص مسبقا على أعضاء المجلس.
ومنذ العاشر من أيار/مايو رفضت الولايات المتحدة ثلاث مسودات بيانات تدعو إلى إنهاء أعمال العنف أعدتها الدول الثلاث.
واستغرقت الجلسة أقل من ساعة، ولم يتخللها عرض مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند لآخر المستجدات.
وجدّدت السفيرة الأميركية التأكيد أنه "في ما يتعلق بالإجراء المستقبلي لمجلس الأمن، علينا أن نجري تقييما لتبيان ما إذا كان أي إجراء أو بيان معين سيساهم في تعزيز احتمالات إنهاء العنف".
وشددت على أن "تركيز بلادها سيبقى منصبا على تكثيف الجهود الدبلوماسية من أجل وضع حد لهذا العنف" رافضة الانتقادات الموجّهة لموقف واشنطن.
وأكدت توماس-غرينفيلد أن "مسؤولين أميركيين بينهم الرئيس جو بايدن أجروا نحو 60 محادثة هاتفية على أعلى مستوى" منذ بداية الأزمة.
وفي بيان نشر عقب الاجتماع، أعربت نظيرتها الإيرلندية جيرالدين بايرن نيسن عن أسفها لعدم توصّل مجلس الأمن إلى موقف موحد.
وجاء في بيان السفيرة الإيرلندية أن "النزاع على أشده، وتداعياته الإنسانية مدمّرة للغاية. لم يقل مجلس الأمن ولو كلمة واحدة علنا. تقع على عاتق أعضاء المجلس مسؤولية جماعية تجاه السلم والأمن الدوليين. لقد حان الوقت لكي يتدخل المجلس ويكسر صمته".