سجلت مدينة الموصل العراقية مشهدين فارقين: الأول وصول بابا الفاتيكان إلى المدينة، الأحد، حاملا رسالة السلام والرحمة، والثاني: استدعته صلاة البابا من أجل ضحايا متضرري داعش، حيث شهدت المدينة قبل سنوات إعلان زعيم تنظيم داعش المقتول، أبو بكر البغدادي، قيام ما يسمى الخلافة الإسلامية على أراضٍ ممتدة عبر العراق وسوريا.
وفي يونيو 2014، أعلن تنظيم داعش أنه أقام "الدولة الإسلامية" على الأراضي التي يسيطر عليها في كل من العراق وسوريا.
وأعلن تغيير اسمه من "الدولة الإسلامية في العراق والشام" إلى "الدولة الإسلامية" فقط.
وفي 4 يوليو 2014، ظهر البغدادي للمرة الأولى للعلن، حيث ألقى خطبة الجمعة في مسجد النوري التاريخي في الموصل. وطالب المسلمين في جميع أنحاء العالم بالولاء للخلافة.
وقبل إعلان الخلافة، استولى تنظيم داعش على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية، في يونيو 2014، واتجه جنوبًا وسط تراجع تام للقوات العراقية، ليستولي في نهاية المطاف على مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين.
وارتكب التنظيم مجازر راح ضحيتها الآلاف، وشن حملة عنصرية دامية ضد المسيحيين في العراق.
وفي 7 أكتوبر 2019، أعلنت القوات الأميركية مقتل البغدادي زعيم داعش في غارة جوية، غير أن هذه الواقعة لم تضع نهاية لأعمال العنف الدامية التي لا يزال يمارسها أتباع داعش.
وفي الجانب الآخر، الأحد، أقام بابا الفاتيكان في كنيسة حوش البيعة صلاة لمتضرري الحرب في الموصل، وقال البابا من الموصل إن "التناقص المأساوي" بأعداد مسيحيي الشرق الأوسط "ضرر جسيم لا يمكن تقديره".
وبينما زغردت النساء وأُطلق سراح حمامة بيضاء في إشارة إلى السلام، افتتح البابا فرنسيس نصبًا تذكاريًا للموتى. وصلّى "من أجل ضحايا الحرب والنزاعات المسلحة"، مؤكداً أن "الرجاء أقوى من الموت، والسلام أقوى من الحرب".
وقال البابا في كلمته، الأحد، من الموصل "إنها لقسوة شديدة أن تكون هذه البلاد، مهد الحضارات، قد تعرّضت لمثل هذه العاصفة اللاإنسانية، التي دمّرت دور العبادة القديمة"، مضيفاً أن "آلاف الآلاف من الناس، مسلمين ومسيحيين وأيزيديين وغيرهم هجروا بالقوة أو قتلوا".
ووصل البابا إلى الكنيسة التي دُمرت في 2017 خلال المعركة لطرد تنظيم داعش من المدينة، بسيارة مصفحة. وكان البابا قد نُقل بطائرة هليكوبتر من مدينة أربيل القريبة إلى الموصل، في اليوم الثالث والأخير من زيارته التاريخية للعراق. ورافقت مروحيته خمس مروحيات عسكرية عراقية.